وقد اكتشف بالصدفة أنها تحادث رجلا غريبا عبر الهاتف ويتبادلان
كلمات العشق والغرام !!
يقول فيها الأخ المشفق :
يا من عهدت فيك الخير والصلاح .... وطيبة القلب والإحسان
إلى أخيتي الغالية ....
لا أراني الله فيك مكروها .. ولا أبكاني عليك أبدا ....
لقد علمت عنك أمرا عظيما أحزنني .. وكدّر صفو عيشي وأمرضني
لقد علمت أنك تحادثين بالهاتف رجلاً أجنبيا عنك !!
وتبادلينه كلمات العشق والهيام !!
ومتى يحدث هذا ؟
في أفضل أوقات الطاعة وأشرفها !!
في وقت نزول المولى عز وجل إلى السماء الدنيا يقول :
(( هل من داع فأستجيب له , هل من مستغفر فأغفر له
هل من تائب فأعطيه ))
في وقت قيام المتهجدين والتائبين والمحبين والمستأنسين برب العالمين
لم كل هذا ؟
هل ظننت أن ظلمة الليل تسترك عن رب الخلق كما تسترك عن الخلق ؟
لم جعلتيه - سبحانه - أهون الناظرين إليك ؟
هل ظننت أنه غافل عنك ؟ أم غرّك طول إمهاله سبحانه لك ؟
ماهو جوابك إذا سألك الله تعالى يوم القيامة :
إذا ما قال لي ربـــي أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقـي وبالعصيان تأتينـــي
فما قولي له لمــــا يحاسبني ويقصينــي
ألم تحدثي نفسك مرة بهذه الأبيات :
إذا ما خلوت بريبة في ظلمـة والنفس داعية الي العصياني
فاستحي من نظر الاله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني ..؟؟
ألا تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنتي ممسكة بسماعة الهاتف
فيختم لك بكلمات العشق الهابط بدلاً من نطق الشهادتين
ويبعثك الله على تلك الحالة فتخسرين الدنيا والآخرة ؟
أخيتي .. إن الصبر على اقتراف اللذة المحرمة والمعصية المخزية
أهون من الاكتواء بنار تلظى ..
وأهون من الوحشة والظلمة التي تجدينها في قلبك بينك وبين الله وبين خلقه
كما أن حلاوة البعد عن المعصية وفعل الطاعة له أنس في القلب وفرحة
ولذة لا يعادلها لذة ....
لقد عهدت فيك الخير والصلاح وحب الأنس بالله عز وجل
فلماذا استبدلت الطاعة بالمعصية !! وتلاوة القرآن بألفاظ المجون !!
والأنس بالله بالأنس بذئب وقح يرغب في الاستمتاع الرخيص بك
وهو باحث عن غيرك لا محالة.. ?!!
فلا يصدنك أخيتي شياطين الإنس والجن بكلماتهم المعسولة المسمومة
عن العودة إلى خالقك .... والتوبة من ذنبك .. فإن طريق التوبة مفتوح ..
والخالق كريم سترك في المعصية ويقبل منك التوبة
وسيعوضك خيراً مما أنت فيه ....
فأقبلي عليه .. والجئي إليه ..
واطلبيه الصفح والمغفرة والثبات على الطاعة وحسن الختام
ليبدل ذنوبك وسيئاتك حسنات ....
ولك أعظم أسوة فيمن سبقك من النساء الصالحات اللواتي انغمسن في الرذيلة
ثم تبن لله تعالى فذاع صيتهن وتأسّت النساء بهن ..
وتذكري ورددي وتغني بأبيات يرددها العابدون التائبون متضرعين إلى ربهم :
فليتك تحلو والحياة مريــرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
أسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء